
بقلم الصديق حسين الراوي
أين ذهب الروسي الماكر دميتري أناتوليفيتش ميدفيديف ولماذا التزم الصمت؟!
بعد أن حطم رؤوسنا بثرثرته، وخنقنا بالتهديدات، وهاجم ترامب، صمت الآن واختفى، كما تختفي فقاعات الصابون عند مواجهة الواقع!
هل هو خوف؟ أم صفعة صمت تلقاها من أعماق المحيط؟
في لحظة حمق، تجرأ على التكلم ضد ترامب – فجاءه الرد ليس على شكل تغريدة… بل على شكل غواصتين نوويتين أمريكيتين تتجهان نحو روسيا.
رسالة إلى الروسي الماكر دميتري وأمثاله:
من يُكثر من التهديد بالكلام تُسكته الأفعال.
لكن دعونا ننظر إلى كذبة أكبر من مزاعم دميتري: افتراءات روسيا حول عظمتها العسكرية.
روسيا، التي تتباهى باستمرار بكونها “قوة عظمى” بجيش لا يُقهر، عندما ضاق بها الوقت على خطوط المواجهة، لجأت إلى كوريا الشمالية والصين طلبًا للجنود لإنهاء حربٍ لم تستطع قواتها النظامية حسمها بمفردها.
أليس هذا عارًا عسكريًا مُطلقًا؟
وأي “قوة صناعية” هذه إذا كانت بحاجة إلى طائرات مُسيّرة من إيران، وقطع غيار من الصين، وأسلحة من كوريا الشمالية – دولٌ يهمها المال أكثر من أي شيء آخر؟
الجيش الذي يتباهى به بوتين وديمتري كثيرًا، سلّم مهامًا رئيسية في حرب أوكرانيا إلى مرتزقة فاغنر بقيادة يفغيني بريغوزين – ولم يكتفِ بريغوزين بالقتال، بل أطلق أيضًا تمردًا مسلحًا مفتوحًا ضد الحكومة الروسية.
في الساعات الأولى من التمرد، تمكن من إذلال الكرملين والتقدم نحو موسكو، إلى أن تدخل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بوساطة مشبوهة، أسفرت عن “اتفاقية سلام” خادعة بينه وبين بوتين.
وافق بريغوزين على وقف الهجوم وإحلال السلام، فماذا حدث؟
بعد أقل من شهر، انفجرت طائرته الخاصة في السماء، وتحول المتمرد نفسه إلى رماد. وضعت المخابرات الروسية خطة للقضاء عليه!
فأي “إمبراطورية حديدية” هذه إذا كانت تختبئ وراء المرتزقة، وتقتل كل من يقول الحقيقة، وتشتري الأسلحة من دول معزولة؟
هذه كذبة روسية مصقولة، تحاول الظهور بمظهر “الدب الذي لا يقهر”، بينما هي في الواقع “بغل خائف” عاجز عن القتال دون أرواح وأسلحة مستعارة.