اوكرانيا توافق على مقترح امريكي لوقف اطلاق نار مؤقت في جدة

كتب محمد البابا
في خطوة هامة نحو تعزيز جهود السلام في الأزمة الأوكرانية، استضافت المملكة العربية السعودية في مدينة جدة، يوم الثلاثاء، محادثات بين وفدي الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا وافقت خلاله أوكرانيا على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في الحرب مع روسيا، وذلك بعد مفاوضات استمرت أكثر من 8 ساعات, كما اتفق الطرفان على إبرام اتفاقية لتطوير المعادن الحيوية في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
الدور السعودي في هذا الاجتماع كان ذا أهمية كبيرة، حيث ساعدت المملكة على تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة، وأكدت التزامها بالسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
حضر اللقاء من الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، بينما مثل الجانب الأوكراني مدير مكتب الرئيس أندريه يرماك ووزير الخارجية أندري سيبها ووزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف.
وسبق المحادثات اجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تم خلاله مناقشة مستجدات الحرب في أوكرانيا والمساعي الدبلوماسية لإيجاد حلول للأزمة.
أتت هذه المحادثات في إطار جهود المملكة العربية السعودية المستمرة لتعزيز الأمن والسلام العالمي، واستمرارًا لجهودها السابقة في استضافة لقاءات بين المسؤولين الأمريكيين والروس حول الأزمة الأوكرانية.
من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة إلى إقناع روسيا بقبول وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن المقترح يشمل جميع الخطوط الأمامية للمواجهات العسكرية.
أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، أن أوكرانيا وافقت على الدخول في مفاوضات فورية مع روسيا، معربا عن أمله في أن تتجاوب موسكو مع هذه الخطوة بشكل إيجابي.
وقال روبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، بعد محادثات جرت مع الجانب الأوكراني في السعودية، إنه لا يوجد موعد نهائي محدد لهذه المفاوضات، لكنه يأمل التوصل إلى حل في أقرب وقت ممكن.
واعتبر روبيو أن “الكرة الآن في ملعب روسيا” بشأن تحقيق السلام في أوكرانيا.
وأكد أن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى السلام، داعيا الجانب الروسي للموافقة على المقترح الأوكراني.
وبشأن صفقة المعادن، قال الوزير الأميركي إن الولايات المتحدة وأوكرانيا تعملان على إنهائها.
كما أضاف مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أن الجانبين ناقشا الضمانات الأمنية طويلة الأمد لأوكرانيا، معربًا عن أمله في إنهاء الحرب بعد قبول كييف لاقتراح الهدنة.
ويُنتظر الآن رد روسيا على هذا المقترح، حيث تأمل الأطراف المعنية في التوصل إلى حل سلمي ينهي الصراع المستمر.
دور المملكة العربية السعودية في جهود وقف إطلاق النار في أوكرانيا كان محوريًا، حيث استضافت المملكة اجتماعًا مهمًا في مدينة جدة بمشاركة عدة أطراف دولية، وكان الهدف من الاجتماع هو التوصل إلى حلول لوقف التصعيد العسكري في أوكرانيا.
في هذا السياق، وافقت أوكرانيا على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، وقد جاء هذا الاقتراح بعد مفاوضات مكثفة استمرت لأكثر من 8 ساعات. الاجتماع في جدة شهد تفاعلًا إيجابيًا بين الأطراف، وكان الهدف الأساسي هو توفير بيئة حوارية للبحث عن حلول سلمية.
في المقابل، عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة من إقناع روسيا بقبول وقف إطلاق النار، كما أشاد بمبادرة المملكة العربية السعودية، التي كانت محط ترحيب عالمي لدورها في محاولة نزع فتيل الصراع.
تُعَدُّ هذه الخطوات جزءًا من جهود أوسع تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي والأمني في المنطقة، وتؤكد التزام كل من الولايات المتحدة وأوكرانيا بتعزيز التعاون الثنائي في مواجهة التحديات المشتركة.
و كان موقع “أكسيوس” الأميركي، قد نشر تفاصيل مسودة الاتفاق الأميركي الأوكراني حول صفقة “المعادن النادرة”، والتي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يرغب من خلالها باستعادة الأموال التي دعمت بها واشنطن كييف خلال الحرب التي تعيشها مع روسيا.
الاتفاق يقضي بإنشاء ما يعرف باسم “صندوق إعادة الإعمار”، وتديره الدولتان بشكل مشترك، ويستثمر في مشاريع داخل أوكرانيا ويجذب الاستثمارات لزيادة التنمية، بما في ذلك مجالات التعدين والموانئ.
ينص الاتفاق أيضا، وفق أكسيوس، على مساهمة أوكرانيا في الصندوق المقترح بمبلغ 500 مليار دولار، شرط أن تكون المساهمات الأوكرانية في الصندوق ضعف مساهمات الولايات المتحدة، لكن لا ينص على أن يُدفع هذا المبلغ للولايات المتحدة.
تدفع أوكرانيا بموجب المسودة 50 بالمئة من عائداتها (مع عدم احتساب نفقات التشغيل)، من المواد القابلة للاستخراج (مثل المعادن والنفط والغاز) إلى الصندوق.
كما يشير أحد البنود في مسودة الاتفاق التي اطلع عليها “أكسيوس”، إلى مشروعات في المناطق التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا، حال تحريرها.
جدير بالذكر أن معظم الثروات المعدنية الأوكرانية تقع في مناطق شرقي البلاد، التي تمزقها الحرب الدائرة منذ نحو 3 سنوات.
في حال توقيع الاتفاق، سوف تتولى وزارتا الخزانة والتجارة الأميركيتين بجانب مكتب نائب الرئيس، وضع تفاصيل الترتيبات المتعلقة به مع وزارة الاقتصاد الأوكرانية.
ونقل أكسيوس عن مصادر أن الاتفاق “مرجحا وقد يتم الإعلان عنه قريبا”.
الكرملين بدوره قال إنه يرى فرصا للتعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق باحتياطات روسيا الكبيرة من المعادن النادرة، ذات الأهمية الإستراتيجية.
وتحتل روسيا أراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها يحتوي باطنها على كميات كبيرة من الليثيوم والمعادن الأخرى.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف سابقا: إن روسيا “مستعدة لاتفاق مماثل مع توافر الإدارة السياسية لذلك”، وفق فرانس برس.
من بين الموارد الموجودة على الكرة الأرضية، يصنف 17 معدنا ضمن مجموعة المعادن النادرة، والتي تستخدم في تصنيع المغناطيس عالي الأداء والمحركات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، وأنظمة الصواريخ.
وتصنف هيئة المسح الجيولوجي الأميركية 50 معدنا بالغة الأهمية، بينها معادن نادرة والنيكل والليثيوم، بينما تضم قائمة الاتحاد الأوروبي 34 معدنا.
وهي تعتبر نادرة لقلتها وعدم وجود بدائل لها تؤدي نفس الوظيفة.
وحسب بيانات وزارة الاقتصاد في كييف، تمتلك أوكرانيا موارد من 22 معدنا من بين 34 معدنا التي تعتبر ذات أهمية عالية في قائمة الاتحاد الأوروبي.
وتشمل هذه الموارد، ما يستخدم في المواد الصناعية، ومواد البناء، وسبائك الحديد، وعناصر أرضية نادرة، واحتياطيات ضخمة من الفحم.