
:كتب محمد البابا
صواريخ روسيا الباليستية والقنابل الجوية تتساقط على مدينة سومي شمال اوكرانيا في وقت احتفال سكانها بعيد الشعانين في وقت رصد وجود طائرة استطلاع روسية فوق المدينة الأمر الذي يدلّ بوضوح على نية متعمّدة لاستهداف المدنيين.
هي ليست المرك الأولى حيث نفذت روسيا أعمالًا مماثلة من قبل، على سبيل المثال، خلال الهجوم الصاروخي على مركز أمستور للتسوق في كريمنشوك في 27 يونيو 2022، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصًا، وأيضاً قصف محطة السكك الحديدية في مدينة كراماتورسك في 8 أبريل 2022، والذي أسفر عن مقتل 61 مدنيًا.منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا نفذت القوات الروسية هجمات فَاستهدفت أماكن مزدحمة المدنيين خلال ساعات النهار وفي وقت الذروة، مما يدل على الطبيعة المنهجية والمتكررة لهذا النوع من الجرائم.
حتى كتابة هذا الخبر اعلنت السلطات المحلية عن مقتل 32 شخصًا على الأقل في سومي، فيما لا تزال عمليات التأكد من عدد الضحايا جارية مع استمرار جهود الإنقاذ في المناطق السكنية والأماكن العامة المدمرة.
يعتبر استهداف المناطق المكتظة بالسكان خلال ساعات النهار، عندما يكون الناس في الأسواق والمتاجر أو في الشوارع، دليل لنية روسيا استهداف وقتل أمبر عدد من المدنيين في محاولة لزيادة عدد الضحايا وترهيب الأوكرانيين والضغط على أوكرانيا من أجل فرض شروطهت في المفاوضات التي يتم التخضير لها.عقب المأساة التي وقعت في سومي، بدأت وسائل الإعلام الروسية بنشر روايات مضللة تزعم أن الضحايا سقطوا نتيجة لنيران الدفاعات الجوية الأوكرانية

هذا تكتيك روسي معتاد للتهرب من المسؤولية، كما حدث بعد الهجوم الروسي على مستشفى الولادة في ماريوبول في 9 مارس 2022، حين زعمت روسيا أنه “هجوم مفبرك”.يثبت الهجوم على سومي مرة أخرى أن روسيا لا تسعى إلى السلام، بل تواصل تدمير البنية التحتية المدنية وقتل المدنيين بشكل منهجي في محاولة لكسر روح الأوكرانيين.

وحتى في ظل دعوات المجتمع الدولي إلى حل دبلوماسي، تصر روسيا على التصعيد عبر استخدام الصواريخ الباليستية والقنابل ضد المدن الأوكرانية. ولا تهدف هذه الأعمال إلى التدمير المادي فحسب، بل تسعى أيضًا إلى نشر الخوف وزرع الرعب في صفوف المدنيين.
عتبر الهجمات على الأهداف المدنية في مدينة سوميت باستخدام الأسلحة الدقيقة والطائرات المسيرة للاستطلاع، جرائم حرب وانتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف. وتُظهر هذه الأفعال تجاهل روسيا للقانون الدولي الإنساني وازدراءها الصريح للنظام العالمي القائم على القواعد.
تطالب الرئاسة المجتمع الدولي زيادة الضغط على روسيا من خلال فرض عقوبات جديدة، وعزلها دوليًا، وتقديم دعم شامل لأوكرانيا من أجل وقف جرائم الحرب التي ترتكبها، وتعتبر وزارة الخارجية الأوكرانية أن الصمت أو التقاعس لا يؤديان إلا إلى تشجيع المعتدي، حيث من الضروري تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متقدمة، مثل “باتريوت”، وزيادة إمدادات الأسلحة لحماية المدنيين. كما تطالب أوكرانيا تقديم مرتكبي جرائم الحرب، بمن فيهم المسؤولون عن الهجوم على مدينة سومي، إلى العدالة أمام المحاكم الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية.
وبخصوص المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وروسيا، تحاول روسيا دفع الولايات المتحدة نحو تخفيف العقوبات من خلال تقديم تنازلات شكلية، دون أن توقف قصفها لأوكرانيا، كما رأينا في الهجوم على سومي، وهو تكتيك يستخدمه الكرملين يهدف إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية دون اتخاذ خطوات حقيقية نحو السلام.
تصر أوكرانيا على الولايات المتحدة، باعتبارها أحد الحلفاءو الرئيسيين لأوكرانيا، أن لا تكتفي بالإبقاء على العقوبات القائمة، بل أن تفرض عقوبات جديدة تستهدف المجمع الصناعي العسكري الروسي والنخب المالية، من أجل إجبار روسيا على وقف عدوانها. لن تؤدي التنازلات أو تخفيف الضغط إلا إلى زيادة إفلات روسيا من العقاب، مما يسمح لها بمواصلة ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.